الثلاثاء 04 ابريل 2017 19:54 م بتوقيت القدس
صدر حديثا كتاب "معوقات تدريس مناهج التربية الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وتأثيرها على تنمية الوازع الديني لدى طلاب المرحلة الثانوية"، للشيخ إيهاب خليل من الناصرة.
والكتاب هو رسالة الماجستير التي حققها الشيخ إيهاب خليل في جامعة اليرموك بالأردن، وأشرف عليها كل من الدكتور وليد مساعدة، والدكتورة أحلام مطالقة، وأجيزت سنة 2013/2014.
يستعرض الكتاب، كما جاء في مقدمته، واقع الداخل الفلسطيني، ومعوقات التربية الإسلامية وتأثيرها على تنمية الوازع الديني لدى طلاب المرحلة الثانوية، ودور مناهج التربية الإسلامية المبرمجة، وتأثيرها على بناء الشخصية الإسلامية والمجتمع في الداخل الفلسطيني، كما يبين المضامين والنصوص في كتب المناهج التعليمية الإسرائيلية الرسمية، حيث الصورة المشوهة للإسلام والمسلمين، وحيث المغالطات التاريخية وتشويه الحقائق وطمس الهوية والشخصية الفلسطينية.
وفي حديث مع مؤلف الكتاب، الشيخ إيهاب خليل، قال: "عزمت على أن يكون هناك بحث يتحدث عن معوقات تدريس مناهج التربية الإسلامية في الداخل الفلسطيني ويكون بين الناس، حتى يتعرفوا على مشاكل التربية الإسلامية ومنهاجها في مدارس الداخل الفلسطيني".
وأضاف أن ما يميز هذا الكتاب أنه الأول الذي تحدث عن موضوع التربية الإسلامية: "هناك كتب كثيرة تحدثت بشكل عام عن التدريس أو النكبة وقضية التهجير والقرى المهجرة أو ما شابه ذلك، لكنها لم تتطرق إلى هذا الموضوع، ونحن بفضل الله عزّ وجّل تطرقنا إلى هذا الموضوع لأهميته".
وأوضح الشيخ خليل أن الكتاب تحدث في لمحة تاريخية عن النكبة وعن الفلسطينيين في زمن الاحتلال البريطاني وكيف كان تعليمهم، ثم تحدث عن النكبة وعن المناهج والأطر من خلال المؤسسات التعليمية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "موضوع التربية الإسلامية أهمل كثيرا في الداخل الفلسطيني حتى أنه كان هناك ضعف كبير واضح في هذا المضمار".
ونوّه إلى أن موضوع التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية كان اختياريا للطالب وغير مجبر على تقديمه في وحدات التوجيهي "بجروت"، لكن في سنة 2014/2015 سميت هذه الوحدة بوحدة التراث والدين الإسلامي أو وحدة الحضارة، وبالتالي أصبحت وحدة إجبارية، مضيفا أنه "بعد جهد استمر أكثر من 27 سنة من كفاح ونضال الكثير من المعلمين والمسؤولين والمهتمين أصبح الموضوع إلزاميا، وبفضل الله تعالى أصبح هناك خمس وحدات في الموضوع، واعترف به كموضوع تخصص، وهذا إنجاز لطالبنا في المراحل الثانوية".
"موضوع التربية الإسلامية موضوع أساس في حياتنا، وهو بنية أساسية وركيزة في بناء مجتمعنا وفي حضارتنا المباركة، وهذا ما ينقصنا في مجتمعنا. والجميع يدرك أن مرض المجتمع هو قلة التربية الدينية وعدم السلوك والنهج الصحيح على نهج النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم"، يقول.
وأكّد الشيخ إيهاب خليل على أن المجتمع بحاجة ماسة لأن ينهل من هذا النهل المبارك، وأن يأخذ التربية الإسلامية مأخذ الجد، وأن يطبقها ويعيشها في حياته حتى ينشأ جيل مبارك يسير وفق هذا النهج يعتز بدينه وقرآنه ويسير على الأخلاق الحميدة الطيبة.
وأنهى الشيخ إيهاب حديثه قائلا: "هذا الكتاب شخّص المرض، وبيّن من أين تكون الطريق، وكيف نستطيع أن نربي أبناءنا، وأن يكون هناك جيل صاحب خلق، وصاحب عقيدة صحيحة وإيمان بالله تعالى، فأسأل الله عز وجل أن يكون هذا العمل في ميزان حسناتنا وحسنات والدينا، وأن يكون ميزان في كل إنسان ساهم في إخراج هذا الكتاب، وأن يكون نورا وبرهانا وخيرا لكل المحبين ولكل طلبة العلم، ولكل من يقرأ هذا الكتاب أو ينهل منه بإذن الله سبحانه وتعالى".
من الجدير ذكره أن الشيخ إيهاب خليل من قادة العمل الإسلامي البارزين في مدينة الناصرة، وحاصل على رسالة ماجستير في موضوع التربية الإسلامية ويدرس موضوع التربية الإسلامية في ثانوية "أورط" في الناصرة.