عندما حضرت "تقوى" من كوبا إلى القدس، كانت المعلومة الأبرز لديها عن المسلمين، بأنهم هم من قطعوا رأس السيد المسيح، وبعد ثلاث سنواتٍ من إقامتها في مهد المسيح، وزيارتها المسجد الأقصى لأول مرة، اعتنقت الدين الإسلامي، متغلبة على مخاوفها من خوض مثل هذه المغامرة.

"تقوى" ليست حالة نادرة، بل تتحدث إحصاءات لدى هيئة العلماء والدعاة في فلسطين عن اعتناق 123 رجلاً وامرأة من إسرائيل ودولٍ غير عربية الدين الإسلامي، منذ بداية عام 2014، وحتى نهاية عام 2016، بعد زيارتهم لفلسطين والمسجد الأقصى.

لم تكن "تقوى" أول الأمر تجرؤ على اعتناق الإسلام أو اتخاذ خطوات بهذا الاتجاه، فقد كانت تخشى تبعات هذه الخطوة على الصعيد العائلي والمهني، كما تقول في حديثها لـ"ديلي 48"، حتى اقترحت عليها صديقة لها أن تسجد لله وتطلب منه المساعدة. تقول: "أراني الله الإسلام، وأعطاني الكثير من القوة".

وإضافة لجهلها الشديد بالدين الإسلامي، كانت "تقوى" تعلم، قبل إسلامها، بأن المسجد الأقصى يخص النبي سليمان، وهو محتلٌ من المسلمين، ولا تعلم قداسته لديهم، لكنها في الوقت ذاته، كما تقول، لم تنظر يومًا إلى الفلسطينيين بشكل سيء، بل كانت متعاطفة معهم ومع قضيتهم، خاصة في ظل العلاقة القوية والقديمة التي تجمع السلطات الكوبية بفلسطين ومنظمة التحرير.

وتشير "تقوى" إلى أن المسلمين سواءً كانوا عربًا أو غير عرب، فإنهم يواجهون معاملةً سيئةً وينظر لهم على أنهم أشخاصٌ سيئون، ويستحقون ما يتعرضون له من عنف وظلم، مؤكدة، أن الظلم الواقع على الفلسطينيين جزءٌ من هذه النظرة السلبية التي أرجعتها إلى الكذب الذي يُبث عبر وسائل الإعلام.

وتضيف، أنها لا تتحدث كثيرًا عن الدين الإسلامي، لأنها اعتنقته حديثًا، لكنها تحاول أن يرى الناس الإسلام في أخلاقها وتعاملها، فتقول: "الذين كانوا يعرفونني سابقًا سيلاحظون الفرق من جميع الجهات، هذه هي طريقتي لأعلم الدين الإسلامي بالشكل الصحيح".

وحسب إحصاءات هيئة العلماء والدعاة، فإن إسرائيل والولايات المتحدة تتصدران قائمة الدول التي اعتنق أشخاصٌ يحملون جنسيتها الإسلام في المسجد الأقصى، تليهما فرنسا وفلسطين، ثم دولٍ أوروبية مثل بلجيكا وألمانيا وهولندا وروسيا وأسبانيا، إضافةً لتايون في شرق آسيا، وجنوب أفريقيا، والأرجنتين والبيرو في أمريكا الجنوبية.

الشاب "محمد" إسرائيلي تحول من الديانة اليهودية إلى الإسلام، ولكن بعد أن بحث طويلاً عن الحق، وعن الخلق، فلم يجد ما هو أكثر "منطقية وسهولة من فهم البشرية في الإسلام"، حسب تعبيره.

ويبين "محمد" لـ"ديلي 48" أنه قرر اعتناق الإسلام من المسجد الأقصى، بعد أن علم بالمكانة الخاصة والقداسة الكبيرة للأقصى في الإسلام، "فأراد أن يأخذ بركته"، مبينًا، أنه كان يعلم دائمًا بأن المسلمين هم من احتلوا موقع الأقصى وأخرجوا اليهود منه، ثم بنوا المصليات وغيرها من أجزاء المسجد على أنقاض يهودية.

ويرى "محمد" الأقصى الآن "أحد أحياء الجنة"، موضحًا، أنه اعتكف خلال شهر رمضان الماضي في المسجد الأقصى، وشاهد بنفسه "كيف يشوه الإعلام الحقائق دون أن يجد من يرد عليه"، وفق قوله، مؤكدًا، أنه لو لم يبحث بنفسه عن الحقيقة لما وجدها.

ويرى أن الإسلام يمكن أن ينتقل من خلال "المحادثات السلمية"، وبإرشاد الناس إليه وتعريفهم به بالشكل السليم، مشيرًا إلى أن والدته تقبلت فكرة اعتناقه الإسلام، بينما رفض أشقاؤه المبدأ، وقد حاول دعوة أمه لاعتناق الإسلام لكنها لم تتقبل الفكرة لكبر سنها.

تزوج "محمد" الآن من سيدة مسلمة، وانتقل للعيش في شمال فلسطين، ويقول إن رسالته في الحياة الآن أن "يدعو الناس للإسلام ويبين لهم الحقيقة التي يحاول الإعلام إخفاءها بكل الطرق الممكنة".

الكلمات الدلالية : بدؤوا, إسلامهم, الأقصى, وقالوا, أحياء, الجنة,