الاحد 06 ابريل 2025 11:11 م بتوقيت القدس
أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن اكتشاف جديد قد يحمل دلائل على وجود حياة سابقة على كوكب المريخ، إذ رصد المسبار "كيوريوسيتي" أكبر جزيئات عضوية يتم العثور عليها حتى الآن على سطح الكوكب الأحمر، في خطوة وُصفت بأنها "محورية" في البحث المستمر عن آثار الحياة خارج الأرض.
وأفادت ناسا أن الجزيئات المكتشفة، المعروفة باسم "الكانات طويلة السلسلة"، عُثر عليها في صخرة عمرها 3.7 مليارات عام ضمن منطقة "يلوكنيف باي"، وهي موقع قاع بحيرة قديمة داخل فوهة "غيل"، حيث يجري "كيوريوسيتي" عمليات استكشاف منذ سنوات. وقد تم تحليل العينة باستخدام المختبر المصغّر الموجود على متن المسبار.
وبحسب الدراسة المنشورة في دورية PNAS العلمية، فإن المركبات المكتشفة تشمل جزيئات مثل الديكان، الأندوكان، والدودوكان، وهي سلاسل كربونية مع ذرات هيدروجين تُعرف على الأرض بوصفها اللبنات الأساسية للأحماض الدهنية التي تدخل في تكوين أغشية الخلايا في الكائنات الحية.
ويرى العلماء أن وجود مثل هذه المركبات يعزز احتمال تطور الكيمياء العضوية على المريخ بدرجة من التعقيد قد ترتبط بنشأة الحياة، على الرغم من أن الفريق البحثي لم يؤكد بعد ما إذا كانت الجزيئات ناتجة عن عمليات جيولوجية غير حيوية أم عن نشاط بيولوجي سابق.
وأوضح الباحثون أن أحد التفسيرات المحتملة هو أن هذه المركبات تكونت نتيجة تفاعلات كيميائية بين المياه والمعادن في بيئات حرارية مائية، وهي عملية جيولوجية معروفة. بينما يذهب تفسير آخر إلى أنها ربما تكون بقايا من مادة عضوية مرتبطة بحياة ميكروبية كانت موجودة في الماضي السحيق للمريخ.
ويُعد هذا الاكتشاف تقدمًا كبيرًا مقارنة بالنتائج السابقة التي توصل إليها "كيوريوسيتي"، والتي اقتصرت على جزيئات عضوية صغيرة وبسيطة. لكن العثور على مركبات أكثر تعقيدًا يزيد من فرص الحفاظ على "البصمات الحيوية" – وهي جزيئات لا تُنتج عادة إلا من خلال أنشطة كائنات حية – رغم ملايين السنين من التعرض لظروف الإشعاع والأكسدة القاسية على سطح المريخ.
ويؤكد هذا التطور الحاجة المتزايدة إلى إرسال بعثات مستقبلية إلى المريخ، مهمتها جمع عينات صخرية وإعادتها إلى الأرض، حيث يمكن إخضاعها لتحليلات معمّقة لا يمكن إجراؤها باستخدام المعدات الموجودة حاليًا على الكوكب.
ويقول الخبراء إن الإجابة الحاسمة حول أصل هذه الجزيئات – سواء كان جيولوجيًا أم بيولوجيًا – تتطلب أدوات وتقنيات تحليلية أكثر تقدمًا مما هو متاح على سطح المريخ اليوم.
هذا الاكتشاف يعيد إحياء التساؤلات الكبرى حول وجود حياة خارج الأرض، ويعزّز من أهمية مواصلة الاستكشاف العلمي للكوكب الأحمر، خصوصًا في ضوء التقدم التكنولوجي في أدوات البحث والتحليل الفضائي.