الاربعاء 25 يناير 2017 10:35 م بتوقيت القدس
أصدر المجلس الإسلامي للافتاء بياناً حذّر فيه من "تهاون بعض النّاس في اليمين الكاذبة بذريعة أنّه يقصد الحجّ وزيارة البيت الحرام"، وقد جاء في نصّ البيان :" بلغنا من جهات متعددة أنّ هنالك بعض النّاس يتهاون بحلف اليمين كذباً بدعوى أنّه سيزور البيت الحرام وقد يعطي لنفسه المعاذير والمبررات الواهية شرعا ؛ وبناء عليه نقول : اليمين الكاذبة من أكبر الكبائر كما ثبت ذلك في الروايات الصّحيحة ...
وتسمى اليمين الكاذبة باليمين الغموس وذلك لأنّها تغمس صاحبها في النار ولا كفارةَ لها عند الجمهور .... ثمّ إنّ في الحلف كذبا من أجل الحج تعدّ على حق الغير ممّن لم يحج أصلا وهو ينتظر من سنوات ؛ وهذا يأخذ حكم الغصب المجمع على تحريمه وقد جاء في الحديث الذّي أخرجه الإمام مسلم :(مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ وجبت لَهُ النَّارَ وَحَرُمت عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ..." .
وتسمى هذه اليمين أيضا باليمين المصبورة ؛ فقد جاء في الحديث الذّي رواه أبو داود عن عمران بن حصين مرفوعا : «من حلف على يمين مصبورة كاذبًا فليتبوأ بوجهه مقعده من النار».
جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود ؛ قوله : ( مصبورة ) : أي أُلزِمَ بها وحُبِسَ عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم وقيل لها مصبورة وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور لأنه إنما صُبِر من أجلها أي حُبِس فوصفت بالصّبر وأضيفت إليه مجازا ؛ وقال الخطابي : اليمين المصبورة هي اللازمة لصاحبها من جهة الحكم فيصبر لأجلها أي يحبس وهي يمين الصّبر ، وأصل الصّبر الحبس ، ومن هذا قولهم : قتل فلان صبرا أي حبسا على القتل وقهرا عليها " .
وفي نهاية المطاف نقول : " إنّ الحج وإن كان مشروعاً في أصله إلا أنّه لا يتوصل إليه بيمين محرمة ، كمن يحلف أنّه لم يحج من قبل كذبا؛ فالغاية كما قيل : لا تبرر الوسيلة ، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذه اليمين الكاذبة قد يحبط فيها الأجر والثواب" .